المحرر Admin
عدد المساهمات : 38 تاريخ التسجيل : 25/10/2009
| | الرشاوى في الجبل الأخضر - بقلم ياسمين علي سالم | |
تظل الرشوة أخس المعاملات المالية المحرمة كونها تدل على انحطاط في القيم الإنسانية، وظل مجتمعنا الليبي بعيد كل البعد عن هذه الشائبة الواردة، لكن السنوات الأخيرة حملت معها الكثير من التغيرات في سلوك الأفراد وعاداتهم وكذلك في تصرفاتهم التي أصبحت تنظر للسرقة والنصب والاحتيال والتزوير على كونها (شطارة).
في شعبية الجبل الأخضر الأمر مختلف كلياً، فمدينة البيضاء هي المركز الحضري الذي تتركز فيه أغلب النشاطات الاقتصادية وكذلك الدوائر الحكومية، وعلى الرغم من كون المدينة تتطاول في الإنشاءات والعمران إلا أنها مازالت مدينة صغيرة يعرف الفرد أو الأفراد بعضهم بعضا من خلال التركيبة القبلية السائدة.
الرشوة إذا شيء مختلف هنا عنه في مدينة كطرابلس أو بنغازي، فالوجوه معروفة والعائلات أيضاً، وحالات الثراء المفاجئ أيضاً مكشوفة.
في الايام الأولى من شهر رمضان تم القبض على عضو الرقابة أسامة العكر متلبساً بقضية رشوة كان طرفها العديد من الشخصيات المرموقة على رأسها مسعود مراوة. (...)
هذه الأيام تدور معركة حادة بين أصحاب شركات المقاولات في المنطقة، ومدير مصلحة الطرق والجسور فرع الجبل الأخضر. وعلى الرغم من أن المعركة يغلب عليها جانب المصالح إلا إن رائحة (...) من خلال الرشى تدل على تدني في السلوك البشري، فحسب المعلومات المتوفرة لدي أنه يأخذ الرشوة كالآتي:
1. نسبة 10% على كل عقد جديد. 2. نسبة 10% لمدير المصلحة. 3. شريك في نصف الربح. 4. نسبة 8% على كل عقد مزور. 5. على عقود الصيانة يأخذ في علاوة المنطقة مقدماً أو بصك.
هل تصدقون هذا رشوة بطريقة منظمة وعلى عينك يا تاجر؟ الأمر في غاية السوء، ربما يكون تفشي هذه الظاهرة لها أسباب عديدة منها غياب الأجهزة الرقابية ومحاسبة المسئول بطريقة يمكن من خلالها ضمان حقوق مدير المصلحة، وكذلك ضمان حقوق أصحاب الشركات والمشاريع.
المعركة الآن في أوج توترها، تم تشكيل لجنة تحقيق في الموضوع، لكن التدخلات القبلية كفيلة بإعاقة أي برنامج أو وسيلة لبتر مثل هذه النماذج الفاسدة.
على العموم الأيام القادمة تحمل العديد من التطورات، وما يحصل في البيضاء الآن هو مرحلة وعي جديد، أتمنى أن تتمخض على رد فعل قوي وحازم. | |
|